أختي الكبرى
نحن أربع فتيات .. ترتيبي الثانية بعد أختي الكبرى رشا التي تكبرني بأربع سنوات.. وتصغرني هناء بسنة ونصف... وحبيبة قلبي أصغرهن
أختي الكبرى تأتي بعد أمي اهتمامها بالصغار وترتيب البيت ..ومكانتها في البيت الآمرة الناهية .. كنا بمجتمع محافظ أجبرها أخي على ارتداء الحجاب تحت تهديد الضرب لا التوجيه والنصح.. أذكر عندما رحلنا للمكان الجديد كنت أنا وأختي التي تصغرني.. ذهبوا بالأغراض قال أخي الكبير من ترتدي الحجاب ستجلس معي في مقدمة السيارة ومن لا ترتديه تجلس مع زحمة الأغراض في مؤخرة السيارة.. كان نصيبي بالخلف رغم ضيق المكان.. حيث لم أجد ما أرتدي على رأسي.. وأول ما فعلته أختي الكبرى رشا بالمكان الجديد تركت الحجاب وارتدت القصير ؟
وعاشت حياتها بتحفظ .. مشكلتي مع رشا بدأت عندما بدأت البحث عن عريس.. كأنه نهاية العالم ؟.. كانت لا تخرج معي .. ولا تقترب مني أن التقينا صدفة في الشارع .. لماذا لكوني معاقة الجسد.. كأنني رجس من عمل الشيطان ولست بأختها من رحم واحد ووالدين ؟... كأن الأمر بيدي.. كانت تنتظر خط كليتها بالشارع .. وبمسافة أنتظر خط عملي مرة تأخرت بالاستيقاظ ذهبت لها معاتبة لماذا لم تصحيني؟ نهرتني بقسوة أبتعدي عني سيأتي خطي ويشاهدونك معي؟!! قلت ما الضير!!ألست أختك ؟؟لم أفهم جرمي وما جنيته؟؟.............
مرة سقطت بالشارع من الحافلة التي تقلني لدراستي .. مرت أختي التي تصغرني هناء شاهدتني وأكملت سيرها؟.. أخذت بيدي امرأة عجوز قالت لم تنظرين لهذه الفتاة قلت لها أنها أختي هناء؟؟قالت ماذا؟؟ أختك تشاهدك تسقطين ولا تأتي لمساعدتك؟!
مرة توسلت بأختي رشا أن تأخذني للأمام الكاظم لزيارته ..أمهلتني أيام .. استحلفتها بالله لنذهب .. قالت كيف أخذك وأجرجرك معي وأنت بهذا الحال؟! خالتي لديها أولاد ذهبت لخطبة فتاة لأبنها الكبير المهندس كان شقيق العروس مقعد بكرسي .. سألتهم خالتي هل مرضه وراثي رغم أنهم أخبروها أنه مصاب بالحرب؟؟ قالوا لها لو أبنك تزينيه لنا ذهبا لا نقبل به؟؟عندما سمعت رشا ذلك جاءت مهرولة لي أن خالتي تقصدك أنت.؟!. لن تزوجني لأبنها لأنك معاقة؟ رغم أن خالتي توسلت لارتباط أبنها الأخر بأختي .. لكن لم تحصل القسمة..
أذكر أيام خطوبتها كنت بموعد امتحانات البكلوريا وبحفلة عقد القران .. أتوا بنات خالتي لتهنئتي لزواجها ودخلت معهم أخت العريس رغم كونها تعاني مع عوق بسيط.. تنظر لي متفحصة هل أنت أخت العروس؟!! قلت لها نعم وخرجت؟؟ يأتي لزيارتنا العريس ليلا يسألها أين أختك تقول تدرس عند صديقتها .. وأنا بغرفة بالطابق العلوي غير مسموح لي بالفرح مع أخواتي .. وبعد عقد القرآن بفترة شاهدني العريس .. يسألها مآبها؟؟
أذكر ليلة العرس جالسة كالغريبة وسط المعازيم مع مجموعة لا أعرفها لكي لا يعرفوا أنني أخت العروس .. وعند خروجنا ذهبت للسلام عليها مع أسرتي.. قالت بعصبية أبتعدي عني أخشى أن يعرفوا أنك أختي.. ورحلت عنها ونغصه في قلبي لن تمحوها الأيام... رغم أن العريس من أقارب أمي؟؟
هل تجدوني حاقدة عليها!! لا.. بل في الواحد الأحد العادل المنصف.. وأشفق لحالها...وللان يقول زوجها عني صاحبة القلب الكبير والعقل الراجح..
أختي هناء.. أخذت نفس الطريق وأبعدتني عن عرسها .. وبعد الزواج شاهدني زوجها .. وكلما أزورهم يلح علي أطبخ لهم لأن طعامي يعجبه.. ولله الحمد أنني لا أعتمد عليهم بمصرفي وحاجياتي ..
الآن بعد إنجابها لأربع أطفال كم تحاول تعويضي بحنانها واهتمامها .. رغم شدة ألامي بدل أن تجبر خاطري بكلمة تقول لي (بالله عليك لا تغارين مني لكوني متزوجة ولدي أبناء!!)
أحمد الله وأشكره أنني لا أعرف أن أغار ومؤمنة بالله وما قسمه من رزق وصحة وجمال.. وكل شيء له حكمة.. ولو يؤمن بني أدم بما كتب له لما شقي أحد بهذه الدنيا الفانية.. فالذي خلقني لن ينساني وسيعوضني خيرا على صبري .. تصوروا أختي الكبرى رشا كلما يصيبها سؤا تأتي تستسمحني وتطلب مني الدعاء بالسلامة لأطفالها كأنني سببا بأذية أحدهم..
حزينة لأجلها...
زينب بابان