رئيس الوزراء اللبناني المكلف "سعد الحريري" إلى الرئيس التشكيل المقترح لحكومة وحدة وطنية اليوم الاثنين في إجراء رفضته فصائل المعارضة على الفور ومن بينها حزب الله.
ورشح "الحريري" لتولي منصب رئيس الوزراء في أواخر يونيو/حزيران، لكنه لم يتوصل حتى الآن إلى اتفاق مع المعارضة بشأن حكومة الوحدة الوطنية الجديدة المقرر أن تضم حزب الله وحلفائه.
ولا يتوقع أن يقر الرئيس "ميشال سليمان"، الذي تولى السلطة في العام الماضي باعتباره الشخص الذي كان هناك إجماع عليه، أي اقتراح بتشكيل حكومة لا يتمتع بتأييد المعارضة.
وقال "الحريري" بعد الاجتماع مع "سليمان" الذي أعلن أنه يريد تشكيل الحكومة قبل أن يسافر إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من الشهر الحالي: إن الرئيس أبلغه أنه سيدرس التشكيل.
وقال مصدر رفيع بالمعارضة لرويترز: لن نتعامل مع هذا الاقتراح لأننا لا نعلم شيئاً بشأنه.. وفيما يتعلق بنا لا وجود له ولن يكون لنا علاقة به.
واتفق الفرقاء المتناحرون على تقسيم عريض في الحكومة الجديدة، لكن "الحريري"، ابن رئيس الوزراء السابق الذي اغتيل "رفيق الحريري"، يسعى للتوصل إلى اتفاق مع سياسيي المعارضة بشأن التفاصيل.
ومن النقاط الرئيسية في النزاع مطلب الزعيم المسيحي "ميشال عون" وهو حليف لحزب الله، ويشغل التيار الوطني الحر الذي يتزعمه "عون" مقاعد أكثر في البرلمان من أي حزب مسيحي آخر.
ورفض "الحريري" الذي يرأس تحالفاً فاز في السابع من يونيو/حزيران في الانتخابات البرلمانية، مطلب "عون" بأن يحتفظ صهره "جبران باسيل" بمنصب وزير الاتصالات.
وقالت مصادر سياسية: إن التشكيل الذي اقترحه "الحريري" يوم الاثنين أبقى على "زياد بارود" في منصبه الحالي وزيراً للداخلية، وسلم وزارة الاتصالات إلى شخصية مقربة من رئيس الوزراء المكلف.
وقال "عون": إن هذا الإجراء من جانب "الحريري" أظهر أنه لا يريد تشكيل حكومة، ووفقاً لتقرير نشر على موقعه صرح "عون" لإذاعة صوت المدى بأنه على العكس من ذلك فإن "الحريري" يريد أن يلعب في تشكيل الحكومة وفق مزاجه.
وفي تصريحات نشرت اليوم الاثنين قال "باسيل": إن "الحريري" يحاول فرض شروط على المعارضة، ونقل عن "باسيل" قوله لصحيفة "السفير" إن "الحريري" يريد تشكيل حكومة باستخدام النار والضغوط والابتزاز.
وسيتزعم "فؤاد السنيورة" رئيس الوزراء اللبناني المنتهية ولايته وعضو تيار المستقبل حكومة تصريف أعمال إلى أن يصدر "سليمان" مرسوماً بتعيين حكومة جديدة.
وقال "الحريري": إن تشكيل الحكومة المقترح يحترم ترتيب اقتسام السلطة الذي تم الاتفاق عليه مع المعارضة، وهو يعطي لتحالف 14 آذار الذي يتزعمه "الحريري" 15 مقعداً وزارياً من المقاعد الثلاثين في الحكومة الجديدة، وتحالف 8 آذار عشرة مقاعد وزارية، ويسمح للرئيس "سليمان" بتعيين الوزراء الخمسة الباقين مما يعطيه القول الفصل في قرارات الحكومة.