البشير: المحكمة الدولية ومدعيها العام تحت حذائي
بقلم أريبيان بزنسThis email address is being protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it في يوم الاثنين, 09 مارس 2009
شن الرئيس السوداني "عمر البشير" هجوماً حاداً على المحكمة الجنائية الدولية, وقال "إن كل من شارك في المحكمة الجنائية الدولية تحت جزمتي".
وقال خلال كلمته بين جموع المؤيدين له في "الفاشر" عاصمة ولاية شمال دارفور: إن المجرم الحقيقي الذي انتهك حقوق الإنسان وقتل وشرد هو الرئيس الأمريكي "بوش" والغرب وإسرائيل, مضيفاً أن المجرمين هم من ساندوا الغرب وأمريكا في ضرب العراق وأفغانستان.
وقال الرئيس السوداني في اجتماع حاشد، إنه طرد منظمات إغاثة لأنها هددت أمن السودان، وأنه سيطرد أي من يعمل ضد القانون السوداني سواء كانت منظمات تطوعية أو بعثات دبلوماسية أو قوات أمن.
وأغلق السودان بالفعل 13 منظمة إغاثة أجنبية وثلاث منظمات إغاثة محلية قائلاً إنها ساعدت المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت الأسبوع الماضي أمر اعتقال بحق "البشير" بتهمة تدبير فظائع في دارفور.
وقبل الطرد كانت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة تدير أكبر عملية إنسانية في العالم في دارفور، حيث يقدر خبراء دوليون أن نحو ستة أعوام تقريباً من القتال أرغمت أكثر من 2.7 مليون شخص على النزوح عن ديارهم.
ولوح آلاف الأشخاص بلافتات وأعلام لتحية "البشير" الذي كان يقف في مؤخرة شاحنة صغيرة، وسخرت الحشود من "لويس مورينو أوكامبو" المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية بإطلاق حمار يرتدي قناعاً على شكل "أوكامبو" ليجوب البلدة.
وقال "مطرف صديق" وكيل وزارة الخارجية السودانية لوكالة السودان للأنباء: إن تعاون منظمات الإغاثة مع المحكمة ثبت بالدليل.
ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية عن "صديق" قوله: إن وكالات الحكومة ستغطي البرامج التي تركتها منظمات الإغاثة التي طردت من البلاد بمساعدة منظمات الإغاثة الأجنبية والمحلية المتبقية.
ونفت المنظمات التي طردت وبينها "أوكسفام" و"أنقذوا الأطفال" مساعدة المحكمة، وحذرت من أن إغلاق برامجها سيكون له أثر مدمر على مئات الآلاف من السودانيين في دارفور وما ورائها.
من جانبه، قال وزير الدفاع السوداني "عبد الرحيم محمد حسين": إن خارطة طريق السودان للخروج من أزمة قرار المحكمة الجنائية بدأت اليوم بزيارة الرئيس البشير لإقليم دارفور.
وأعرب الوزير السوداني عن قلقه من تأثير قرار المحكمة الجنائية بشأن توقيف البشير على مفاوضات السلام التي من المقرر إجراؤها في قمة الدوحة نهاية الشهر الجاري.
ويسعى "البشير" خلال زيارته إلى إقليم دارفور إلى حشد أصحاب القضية ضد مذكرة اعتقاله التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية الأربعاء الماضي.
وتأتي هذه الزيارة بعد أن نجحت الحكومة في الحصول على موقف مناهض لقرار المحكمة من مختلف القوى السياسية والأحزاب مساء الجمعة الماضي في لقاء تم في مقر سكن رئيس الدولة في الخرطوم.
وعبر وزير الدفاع السوداني عن قلقه من تأثير القرار على مفاوضات السلام المقررة في الدوحة نهاية الشهر الجاري.
وقال: إن قرار التوقيف صدر بهدف عرقلة مفاوضات الدوحة، ومن يقفون خلفه يعنون تماماً إحباط جهود السلام القائمة فعلاً، بل ويريدون أيضاً إهدار جهود قطر وكل الخيرين في حل مشاكل دارفور.
وكشف عن أن "البشير" سيذهب نهاية الشهر إلى قطر لتحقيق عملية السلام في مختلف أرجاء السودان.
وحول إمكانية وفاة مفاوضات الدوحة بين الحكومة والقوى المسلحة بعد صدور قرار الاعتقال، قال: أخشى أن تكون مفاوضات السلام في الدوحة قد ماتت فعلاً بعد قرار المحكمة، ومع ذلك سنبقى على التزامنا في الحضور والتفاوض نحن ملتزمون بمواصلة المشوار في قطر وسنساند جهودها ولن نتوانى عنه مطلقاً، ولن نسمح بوفاة جهود السلام على الأقل من جانب الحكومة.
وحول إمكانية تورط حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة "حسن الترابي" في تقديم أدلة للمحكمة الجنائية ضد "البشير"، قال "حسين": ليس لي علم في إمكانية تعاون "الترابي" مع المحكمة، وما أعلمه تماماً هو أن هذا الرجل وحركة العدل والمساواة وجهان لعملة واحدة.
وقال الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر الشعبي المعارض "عبد الله حسن أحمد": إن حزبه يختلف مع رئيس الدولة، لكن ذلك لا يمنع من العمل على رد أي محاولة لاستهدافه على اعتبار أنه رمز الدولة ورئيسها الشرعي، والمساس به يعتبر مساساً بالسودان.