رفيق الحسيني يهدد الشرطة
بقلم : د . سمير محمود قديح
باحث في الشئون الأمنية والإستراتيجية
بعد عودة الدكتور رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية من الأردن قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتوقيفه على معبر الكرامة والتحقيق معه واقتادته إلى احد مراكز التحقيق الإسرائيلية ووجهت له اتهامات غريبة .
قبل الخوض في مضمون هذه الاتهامات نؤكد على أن توقيف الدكتور رفيق الحسيني ليس حدثاً عابراً في الحياة السياسية الفلسطينية ، فهو رئيس ديوان الرئاسة ورئيس لجنة إحياء احتفالات القدس كعاصمة للثقافة العربية ، ومن وجهاء عائلة الحسيني المعروفة بتاريخها النضالي المشرف في الدفاع عن القدس وهويتها العربية والإسلامية ، وكان أخر شهداء هذه العائلة المناضلة الشهيد فيصل الحسيني .. شهيد القدس .
ومهما كان الموقع الرسمي الذي يشغله الدكتور رفيق الحسيني فالقدس حاضره في وجدانه ولا يقبل على نفسه أن يكون حسينياً بدون هذا السجل المشرف من النضال في الدفاع عن القدس ، ولا يقبل شعبنا من الدكتور رفيق الحسيني إلا أن يكون مناضلاً في الدفاع عن هوية القدس العربية الإسلامية ، ولا يقبل الرئيس أبو مازن من أي مواطن فلسطيني إلا أن يكون مناضلاً مدافعاً عن القدس ، فكيف برئيس ديوانه ؟ الذي اختاره من خيرة المناضلين ومن خيرة أبناء القدس .
لقد أعلن المحامي جواد بولس أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي بررت إجراءاتها بتوقيف الدكتور رفيق الحسيني بأنها وجهت اتهاماً لرئيس ديوان الرئاسة بأنه هدد الشرطة الإسرائيلية أثناء إجلاء عائلة الكرد من منزلها في القدس .
الحقيقة أن الاتهام الإسرائيلي ساذج وسخيف ، فالدكتور رفيق الحسيني مناضل معروف له مكانته ومعروف بأنه ضد العنف بكافة أشكاله وضد العنف مهما كان مصدره ، وهو ابعد ما يكون عن تهديد الشرطة الإسرائيلية إلا إذا كان تهديد الدكتور رفيق الحسيني للشرطة الإسرائيلية بالوسائل القانونية السلمية ، وهذا يعني أن إسرائيل تمنع شخصية قيادية مثل رفيق الحسيني أن يلجأ للقانون والوسائل السلمية في دفع الأذى عن أبناء شعبنا في القدس .
ومهما كانت الغاية الإسرائيلية من وراء توقيف الدكتور رفيق الحسيني سواء أن تكون الغاية رسالة موجهة للسلطة بأكملها أو موجهة للدكتور رفيق الحسيني على خلفية نشاطاته الوطنية في حماية أبناء شعبنا في القدس أو على خلفية نشاطه في الدفاع عن القدس وعروبتها باعتباره رئيس لجنة الاحتفال بإعلان القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 فان الممارسات الإسرائيلية ضد رفيق الحسيني مرفوضة جملةً وتفصيلاً وخرق إضافي للاتفاقيات الموقعة بين السلطة وإسرائيل .
إننا نطالب كل الشرفاء في فلسطين والعالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي إدانة ممارسات الاحتلال ضد رفيق الحسيني باعتباره الممثل الشخصي للرئيس أبو مازن ورئيس لجنة إحياء الاحتفال بإعلان القدس عاصمة للثقافة العربية ، وليس مقبولا من احد الصمت على الممارسات الإسرائيلية ضد رفيق الحسيني حتى لا تتكرر هذه الممارسات وتحقق إسرائيل غايتها في تعطيل الاحتفال بإعلان القدس عاصمة للثقافة العربية ولا سيما أن توقيف الدكتور رفيق الحسيني أثناء عودته من اجتماع في القاهرة لمؤسسة عرفات حول التحضيرات الجارية لإعلان القدس عاصمة للثقافة العربية .