مأسآة غزة : من أذناب الاحتلال إلى أسياد المقاومة
من فنزويلا للعملاء العرب
الريئيس الفنزويلي يطرد سفير اسرائيل شلومو كوهين احتجاجا على أول مذبحة في القرن الواحد والعشرين وأبشع عمليات إهدار وإراقة الدماء في تاريخ البشرية. ووصف اسرائيل بأنها دولة قاتلة وضالعة في عملية "ابادة" وطرد سفير اسرائيل احتجاجا على الهجوم العسكري الاسرائيلي على غزة وطالب بإحالة رئيس اسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي اثر الهجوم الاسرائيلي على غزة. وسماحة السيد حسن نصر الله يطالب بأن تخرج كل الشعوب الإسلامية لتطالب النظام المصري بأن يفتح المعبر ليصل الغذاء والدواء والماء إلى أهلنا في غزة وأن يساعدوا سياسيا أهلها ليقف العدوان عليها بلا قيد ولا شرط. ويطالب سماحته بحرقة حكومة مصر أن تمد يد المساعدة، وندد قائلا عدم مساعدة الشعب الفلسطيني في غزة هو تواطوء مع الصهاينة ومشاركتهم في جريمتهم من قتل وحصار وصنع المأساة الفلسطينية. بينما فتفت عضو كتلة "المستقبل يستغرب لغة السيد نصرالله تجاه مصر والدول العربية في محادثة هاتفية مع قناة "العربية"، إذ يعتبر اللغة الهجومية للامين العام لحزب الله تجاه مصر والدول العربية وذلك في ظل العدوان الاسرائيلي على غزة "الذي لا مسؤولية للدول العربية فيه والتي تعمل على فك الحصار واعادة الامور الى نصابها"، متسائلاً "ماذا فعلت سوريا وايران من اجل اهل غزة فيما مصر تسعى منذ البداية الى حلحلة الازمة ووقف العدوان ".
فتفت وتفتيت المقاومة
أسلوب السيد فتفت لم أستغربه إطلاقا وليس بجديد في تاريخه السياسي والنضالي بتقديمه الشاي للجنود الإسرائليين وربما في اعتقاده هي التي جعلت الإسرائليين يوقفون حربهم على لبنان بحرب تموز. فلماذا لا يقدم فتفت الشاي الآن لتوقف اسرائيل هذا الإعتداء الوحشي على شعب غزة، يا ليتك تفعل أحسن من نزول الشعب المصري إلى الشارع ومطالبة دولته بفتح المعبر لمرور الدواء والغذاء. تكون بذلك وفرت على مصر وعلى كل حكام الدول العربية قاطبة الخوض في أزمة سياسية لا تخصهم ومتى كانت تهمهم أو تهمك.
بينما الكاتب المصري المعروف محمد حسنين هيكل يقول:" أعتقد أننا ظلمنا بشدة السيد حسن نصر الله ولا أعلم سر الهجوم علي هذا الرجل، هذا الرجل تصرف كلبناني وليس كعميل، وحزب الله دخل معركة حياتية هائلة في ظل جو من التوتر، ولولا كثيرين في مقدمتهم حزب الله لأنفلت الكيان اللبناني كله، حتى جاءت الأزمة الأخيرة والتوتر الموجود بين التيارات اللبنانية، في حين تصور كثيرون أن بداية الأزمة هي يوم تدخل حزب الله ولكن هذا غير صحيح، فحزب الله تدخل حينما علم بتدخل عناصر مدربة من خارج لبنان، وكانت اللحظة الحرجة في الأزمة لحظة أن اغتيل عماد مغنية الرجل الذي أشرف علي الحرب أمام إسرائيل، وللأسف تواطأ في قتله ثلاثة أجهزة أمن عربية، فكيف يُقتل رجل خاض لسنوات طويلة معارك مشرفة؟! لذلك رأى حزب الله أن يحسم الأمور بسرعة." كما انتقد الأستاذ الكبير حسنين هيكل هجوم بعض الدول العربية وفي مقدمتها مصر علي إيران قائلاً 'أنا لا أعرف لماذا ندخل في عداء مع إيران؟ وحتى هذه اللحظة لا أستطيع أن أفهم لماذا نحن في هذا البلد لم نعترف بها منذ أول يوم؟ لا أجد سببًا لهذا علي الإطلاق، وأذكر حين قابلت الخميني لأول مرة في باريس عام 1979 وقال لي: لماذا تعاديني مصر؟
وزراء لأقوالهم نصيب من رائحة أسمائهم
وزير الخارجية المصري أبو الغيط يقف بتملق وخوف وذل وبهتان ، يتشدق بكلمات كاسمه، يشنّ هجوما علي سيده السيد حسن نصر الله الذي يعرفه التاريخ بمواقفه الإنسانية التي تفوق وتتعدى حدود بلده لبنان. وتعرفه شعوب في كل القارات الخمس، لنزاهته ورجولته وكلمة الحق التي ينطق بها،و تصل لكل قلب وعقل شريف سواء كان ذلك العقل من الشرق أو الغرب من المسلمين أو غير المسلمين. سماحته الذي قلبه وروحه مع كل المظلومين. تألم للشعب السوداني والصومالي والعراقي والآن يتألم على الشعب الفلسطيني. رجل لا يجاهد بحثا على كرسي يتربع عليه، رجل يضحي لأجل شرف الأرض والوطن، شرف الأوطان والشعوب. لا يريد الشعوب أن تعيش تحت ظل حكام غير عادلين ومحرومين من حياة كريمة .
يأتي وزير خارجية مصر " أبو الغيط" يتكلم بإسم الشعب المصري كله وكأنه موكل من طرفه ويقول بأن أحدهم، ويعني بكلمة أحدهم، سيده وسيد التاريخ حسن نصر الله ولم أفهم لماذا لم يذكر اسمه مباشرة ؟ أهو خوف أو أسلوب السياسة المرق الذي كله كلمات مبطنة ونفاق وسباق على السلطة والقوة وحفظ الكراسي كي لا تنسل من تحت مؤخراتهم. . يقول أبو الغيط : " أحدهم ممن تحدثوا بالأمس قالوا يا شعب مصر قوموا إلى فوضى في البلاد ... وانا أسمع كلمات هذا المتملق الكذاب، أصابني ضحك كالبكا. متى كان سماحة السيد يحث على الفوضى ومتى كان يحث على الارهاب ومتى كان يتسابق على الحكم؟؟
يطمئن أبو الغيط الاسرائليين أن هذا الشيخ لا يعلم من أمره شيئا وأن القوات المسلحة الشريفة في بلاده هي للدفاع فقط عن مصر. وأنا أتساءل ألم تذهب القوات المصرية مصاحبة القوات الأمريكية للهجوم على العراق ....؟؟ صحيح قواتك المسلحة هي ليس للدفاع على مصر ولكن لقمع الشعب المصري وحكم الطوارئ التي عندكم حتى الآن تأخذ المواطن من بيته في الليل أو في النهار من غير إذن قضائي وتخفيه من الوجود .... هذا هو نظامكم يا أبو الغيط .. نظام القمع وردع الشعب في أن يتكلم أو يطالب بحق من حقوقه. نظام ككل الأنظمة العربية وليس نظام للدفاع عن الشعب .. الشعب المصري أهل كل الشعوب العربية ... شعوبنا تحب بعضها لكن حكمامنا أصل البلاء وخراب الأوطان ... متى كانت القوات المسلحة في الدول العربية تدافع عن شعوبها وانما لقمع هذه الشعوب. وتأتي يا أبو الغيط تقول ان بعض الدول والأفراد تشن حربا على مصر ... فاعلم ان الشعب المصري ، شعب أبي وطيب وشريف ولكن نظامكم المشتق من النظام الصهيوني نظام القمع والظلم والتمييز هو الذي يردع الشعب المصري كما يحصل مع الكثير من الشعوب الأخرى في العالم العربي والاسلامي.
السيد عالي الهامة ووزير نكرة
لم أفهم يا سيد أبو الغيط لمن توجه كلامك حين تقول: إن كان هذا الرجل " حسن نصر الله " من غير أن تذكر اسمه، إن كان لا يعي ذلك ، فقولوا له هيهات، لأن هذه قوات مسلحة قادرة للدفاع على هذا الوطن.
هل كنت توجه كلامك للصهاينة الذي كنت تتملقهم بابتسامة الخوف والرهبة التي كنت تشعر بها وأنت واقف أمامهم؟ فأقول لك أن أولئك الذي تطلب منهم أن يقولون له ... لقد جربوا أن يقولوا فولوا خاسئين هاربين كالفئران من جنوب لبنان التي كانوا يحتلونها، وبعدما خرجوا وتحرر الجنوب على يد الشرفاء وقائدهم سيدك نصر الله ... عندها جاء الممثلون العرب من سوريا ومصر ليزوروا جنوب لبنان وكان نصرا لنا ولكل الشعوب العربية، فأين هؤلاء الممثلين والمثقفين الآن؟ أين كلمتهم... أين نضالهم أين نزولهم إلى الشارع المصري واحتجاجهم ؟ أو ينتظرون حتى تنزل المعجزة وينتصر الشعب الفلسطيني بعدها يذهبون لزيارة الحدود التي كانت يوما مليئة بالجيش الاسرائلي والأمريكي ليمنعوا دخول قطرة ماء لأهل غزة. كما أنهم هؤلاء الذي ترتجف بابتسامتك المنمقة أمامهم جربوا أيضا أن يقولوا لسيدك وانكسرت شوكتهم في حرب تموز ولم يستطيعوا القضاء على المقاومة هذه التي تتهمها أنت بأنها تريد الشعب المصري أن يقوم بالفوضى وأن يجعلوا مصر كلبنان .... لك الحق لبنان لها شعب مقاوم لا يرضى الذل ولا الاستعمار من أي نوع كان. لكن أنت وحكومتك "اللامباركة" كيف لها أن تحارب مرة أخرى الصهاينة بعد ما ذاقت الهزيمة منهم في ستة ايام فقط.
ومذيعون تافهون أيضا
ويأتي مذيع صحافي في التلفزة المصرية الفضائية يشن هجومه أيضا على السيد حسن نصر الله. يقول : أن سماحة السيد في خطاب طويل يحث الشعب المصري ليخرج للشارع بالملايين، وأن الشرطة في مصر لا تستطع أن تقتل الملايين. وأن رائد مصري على الحدود قتل من فلسطيني. يا أبو ديب. الجحيم الذي يعيشه شعب غزة وليس لهم معين إلا الله. إخوانهم العرب المصريون يقفلون عليهم تلك الحدود. أي ردة فعل تنتظر ؟ ما فعله الفلسطيني يمكن أن يحصل في أي دولة عربية أن كانت حدودها على فلسطين وغالقة أبوابها تاركة الأطفال والمسنين تتشقف أجسادهم. يتساءل أبو ديب كيف سماحة نصر الله يأمر الضباط أن يضغطوا على القيادة السياسية في مصر ثم يضيف متهكما: أي ضباط تتحدث عنهم؟
لك الحق يا ابو ديب. أي ضباط يتحدث عنهم السيد نصر الله؟ ضباط ذاقوا طعم الهزيمة على يد الإسرائليين يوما في ستة أيام..!!! لا تريد حكومتك أن تلعب بالنار مع الدولة الإسرائيلة مرة اخرى حتى لا تكرر خيبتها من جديد؟ تقول بكل وقاحة لسيدك لا أريد ابني أن ينزل إلى الشارع ليموت ويموت على شان إيه ....؟؟؟؟ لك الحق على شان إيه؟؟ متى كنتم يا حكام وأديال حكام ترون القضية الفلسطينية أنها قضية أنسانية عظمى ... كيف يموت ابنك وعلى شان ايه ؟؟؟؟ بينما ابن سماحته استشهد لتحرير جنوب لبنان، التي تحررت فعلا على يد أبطال المقاومة. يا سيد أبو ديب ذلك الابن الذي مات ابن أبيه ، الشجاع المقدام الشريف النزيه وليس مثل ابنك فهو لن يكون إلا مثلك، ومن شابه أباه فما ظلم؟ تصف المقاومة أن لها ثقافة الموت. طوبى لثقافة الموت أيها الجبان على ثقافة الدل والخنوع والتملق. إن حصل للشعب المصري ما يحصل لأهل غزة الآن، سيقف سيدك حسن نصر الله يطالب بمساندة شعب مصر ويأمر كل الشعوب العربية للوقوف معها...هذا هو السيد حسن نصر الله كما عرفته ساحات المقاومة في لبنان..أما أنت فلا تذيع إلا نفاقا وكذبا..وليخسأ المنافقون والحياة والنصر للشرفاء المقاومين..وكما نؤمن دوما: قد أقبلوا فلا مساومة...المجد للمقاومة
كاتبة مغربية فلسطينية الهوى والمقاومة
زكية خيرهم