محرقة تجعل الدماء تغلي والحبر في كل الأقلام العربية يغلي..
عمر موسى ينعي الأمة العربية في كلمته والخلاف العربي - العربي يزداد اتساعاً والشرخ يكبر بين الشعوب العربية والإسلامية وبين الحكومات الصامتة صمتها الفاضح الآثم.
مجزرة مستمرة أمام أنظار وأسماع العالم الذي قام بتزويد الوحوش الصهاينة بأفتك أنواع الأسلحة!!
جرحى وشهداء وشلالات من الدماء الطاهرة تتدفق بلا توقف.. أطفال ونساء وشيوخ ورجال توصد عليهم كل المنافذ لتعمل بهم آلات الحرق والتمزيق الوحشية لشياطين سلالاة حثالة البشر من العصابات الصهيونية الذين استقدم الغرب آبائهم من سجون أوروبا وأمهاتهم من بيوت الدعارة ومواخير الفجور..
عصابات من اللقطاء المجرمين بالوراثة يفلتون على أهلنا وأطفالنا وبعض دمنا ولحمنا في غزة هاشم!!
ما أشبه ما يجري بمسارح الرومان القديمة حين كان يتم تجويع الوحوش ثم يفلتون على مجموعات من الناس العزّل ينزلون بأجسادهم تمزيقاً بينما الأباطرة يتفرجون على مشاهد القتل الوحشي بمتعة غريبة كنوع من التسلية كما يفعل حكامنا اليوم..
وأين نحن من كل هذا والمجازر تنقل لنا على الشاشات بأبشع تفاصيلها؟!
دموع وتظاهر وغضب شعبي عارم!
نتظاهر ونبكي وندعو:
"اللهم أهلك الصهاينة ومن والاهم ، اللهم أحرقهم.. اللهم أغرقهم.. اللهم مزقهم ...."
" اذهــب أنــت وربــّك فـقـاتــلا إنـَّـا هـاهـنـا قـاعــدون"
اصمدي يا غزة وتحملي وقاومي لوحدك ونحن نساندك بدموعنا وإن اجتهدنا نخرج ببعض المظاهرات .. مظاهرات شجب وغضب عاطفية للتعبير عن الكرب وتبرئة ضمائرنا.. للتنفيس لا للتغيير!
وا أسفاه ما أشبه حالنا بما تشير له هذه الآية الكريمة، وكلما فكرت بحالنا وتذكرت هذه الآية الكريمة أتذكر أقوال الرسول صلى الله عليه وسلّم حين أراد أن يعلم أمته الفرق بين التوكل والتواكل والأخذ بالأسباب مع التوكل على الله: " اعقلها وتوكل " وقد نهى عليه أفضل الصلاة والسلام عن السلبية وادعاء العجز وقلة الحيلة، وسيرة حياته أكبر دليل عما يشير إليه التوكل الحقيقي الإيجابي وقد واجه، وقف وحارب حين فرضت عليه الحرب ولم يجلس مطلقاً يدعو الله أن يواجه ويحارب عنه وعن المسلمين.
ماذا ننتظر بعد كل هذه الإبادة وانقطاع الرجاء من وجود ضمائر حية؟؟!
ماذا ننتظر بعد كل هذا الاتجار بنا وبحياتنا وكيان أمتنا وأوطاننا؟؟!
الفارس صلاح الدين "العربي" موديل القرن الواحد والعشرين المزود بدل السيف برؤوس نووية الذي ينتظره عجزنا معلقاً عليه آمال الخلاص لن يأتي أيضاً وحتى لو أتى لن يستطيع لوحده فعل شيء.
الحرية ليست هبة مجانية ولا بد لها من ضريبة يدفعها الجميع ، وإنقاذ أمتنا مما يحاك لها يحتاج التماسك أمام ما يجري والتصرف بشكل مدروس ومنظم في سبيل الإمساك بقواعد اللعبة والوعي للمستوى المطلوب لمواجهة الصهيونية ، وذلك من خلال انتفاضة شعبية يكون بإمكانها مع الاستمرارية وبشكل سلمي أن تضغط حتى تصل أولاً إلى قطع العلاقات مع العدو الصهيوني سياسياً واقتصاديا له ولمن يساندونه ، الآن أكثر من أي وقت يستطيع العرب القيام بضغط عالمي من خلال الأزمة الاقتصادية العالمية والامتناع عن دفع الفاتورة التي كانوا قد تعهدوا بها.
الاعتصام رأيناه من المعارضة في بيروت وكلنا شاهدنا الخيام والناس الذين افترشوا الطرقات شهور طويلة حتى تحققت مطالبهم، ألا يستحق الوضع المهين الذي بات يهدد وجودنا كأمة مثل هذه الاعتصامات؟!
المطالب لا بد أن تدرس ويقوم بإعدادها متخصصون.
مطلوب أيضاً من الأثرياء البدء بتحويل تعاملاتهم التجارية إلى الشرق الأدنى ووقف التعامل مع كل الشركات التي تقوم بالتبرع للمجهود الحربي الإسرائيلي وينبغي بالفعل تشكيل لجان شعبية تقوم بالتحري عن الشركات التي يتعامل معها التجار وفضحهم ووضع أسمائهم في لائحة الخونة ومقاطعة كل تاجر لا يوقف التعامل مع هذه الشركات، مهم جداً فضح الخونة من التجار والكف عن التعامل معهم حتى توبتهم النصوحة أو إفلاسهم.
لا بد أيضاً أن يقوم أهلنا بالضفة بانتفاضة ضد الصهاينة والمتواطئين معهم لعودة اللحمة إلى الشعب الفلسطيني.
نعم نحتاج ألا نضيع الدماء الذكية لأهلنا في غزة ونعيد ترتيب أوراقنا على أساس قرار شعبي "ألا نكون بعد الآن أمة مفعول بها".
إذا كان كل هذا الوضع المزري الذي وصلنا إليه والدماء التي تسيل لا تستطيع أن تجعلنا نقف ونثبت فلننعي منذ الآن أمة العرب ولنترحم عليها ونتأكد أنه لن يبقى منها ومنا لو بقينا على ما نحن فيه غير جملة في كتب التاريخ تقول:
" كان قديماً يعيش في هذه البلاد شعب يحمل اسم العرب ".
--------
أتمنى أن يتحول هذا الموضوع إلى حوار مفتوح كلٌ يدلي برؤيته في سبل الخروج من هذا النفق المظلم الخطير الذي وصلنا إليه
أرجو كذلك بالاستفتاء:
هل ترى أن الوقت قد حان لانتفاضة سلمية عربية شعبية كبرى؟
المقالة والاستفتاء على الرابط التالي:
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?p=27904#post27904 مع تحيات هدى الخطيب