ضربت لبنان عند الواحدة الا ثلثا بعيد ظهر اليوم هزة ارضية بقوة خمس درجات على مقياس ريختر، بحسب ما افاد المركز الوطني للبحوث العلمية. واوضح مدير المركز معين حمزة ان مركز الهزة حدد في الجنوب على بعد 17 كلم شمال شرق صور، موضحا ان مركزها هو نفس مركز الهزة التي وقعت فجر الثلاثاء على فالق زلازل نشط. وتوقع نتيجة المعطيات التي تكونت لدى المركز، حصول "هزة بقوة مماثلة او اكبر خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة".
واشار حمزة الى احصاء عشرة جرحى اصيبوا اصابات طفيفة في كل مناطق الجنوب نتيجة الهزة التي استغرقت نحو ثماني ثوان. كما تسببت الهزة التي شعر بتردداتها كل سكان المناطق اللبنانية بقوة متفاوتة، باضرار في مناطق جويا والشهابية وصريفا وصور والصرفند، هي عبارة عن سقوط شرفات منازل وانهيار ابنية قديمة. وسقطت مدخنة احد الابنية في حي الرمل في وسط مدينة صور ما تسبب باضرار في السيارات وفي واجهة احد المحلات التجارية. واصيب سكان مدينة صور بهلع لدى حصول الهزة وهرعوا في اتجاه البحر، فيما بدأت المآذن تبث آيات قرآنية.
وفي هذا الاطار، تابع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الهزة الأرضية التي ضربت لبنان، وأجرى لهذه الغاية اتصالات مع كل من: وزير الداخلية حسن السبع، وزير الصحة المستقبل محمد جواد خليفة، كما طلب استنفار أجهزة وزارة الداخلية من قوى امن داخلي والدفاع المدني والصليب الأحمر لمساعدة المواطنين وليكونوا على أهبة للمساعدة في حال حصلت هزات ارتدادية. ودعا الأجهزة المختصة الى إصدار نشرة توجيهية إلى المواطنين ترشدهم إلى طريقة التصرف في حال تكرر الأمر. وطلب الرئيس السنيورة من الهيئة العليا للاغاثة إجراء الإحصاءات والاستكشافات اللازمة على الأضرار إذا وقعت نتيجة الهزة للتعويض عليها وخاصة في قرى الجنوب ومنها بلدة صريفا.
وفي السياق عينه توقع أستاذ الجيولوجيا والباحث في الجامعة اللبنانية الدكتور مصطفى مروة أن يكون مركز الهزة الأرضية المنطقة الواقعة شرق بنت جبيل. وقال مروة لموقع nowlebanon.com: "اذا اردنا أن نستنتج على أساس احصائي، فنحن ، بحسب تردّد الهزات الكبيرة، قد نكون في مرحلة يمكن أن تشهد هزة كبيرة في لبنان، لكن هذا الاستنتاج ليس مبنياً على معطيات علمية، إذ لا يوجد مراكز في العالم يمكن أن تكشف الهزات الارضية قبل حدوثها، وانه العلم الوحيد الذي لا يستطيع رصد الهزة واكتشافها قبل أن تحدث".
وأوضح مروة أن "لبنان يقع على عدد من الفوالق التي تحدث الهزات". وقال إن "مدينة صور التي ضربتها الهزات في الايام الماضية واقعة على فالق اليمّوني، وهو الفالق الممتدّ من البحر الأحمر الى لبنان". وأضاف أن "لبنان شهد في العام 1956 زلزالاً قوياً ومدمراً في صيدا وبعد ذلك حدثت هزات عدة على الفالق ذاته في التسعينات في البحر الميت ومصر، وصلت أقواها الى 6.5 درجات على مقياس ريختر". ولفت مروة الى وجود "مبانٍ عالية في مدينة صور، بعضها شيّد في فترات الحرب بطرق هندسية غير دقيقة، وهي تالياً يمكن أن تتضرّر بسرعة".
ودعا مروة الى "استحداث هيئة عليا للوقاية من الكوارث الطبيعية، تشرف عليها وزارة الداخلية بالتعاون مع الدفاع المدني والمعهد الوطني للبحوث العلمية، للتعامل مع حوادث مشابهة". وقال إن "الدفاع المدني يملك نصوصاً عن التوجيهات الواجب اتباعها في حال تعرّضت أي منطقة الى هزة أرضية، لارشاد الناس الى أين يذهبون وكيف يتصرفون في تلك الأوقات". وطالب الاعلام بتعميم تلك الارشادات على المواطنين. ونفى أن تكون الحروب الاسرائيلية في جنوب لبنان سبباً وراء ضرب الهزات المنطقة الجنوبية. وقال إن "أي حركة في كسر أرضي تستتبعه هزات أرضية باعتبار أن الهزة هي عبارة عن جسمين يضغط أحدهما على الآخر".