أكد عدد من المواطنين في العاصمة اللبنانية بيروت الخميس أنهم تلقوا رسائل صوتية على هواتفهم الثابتة تدعي أنها من دولة إسرائيل وتدعوهم إلى العمل على منع حزب الله من تنفيذ عمليات جديدة ضدها وتحذرهم من مغبة ذلك، وهو أمر أكدته مصادر في وزارة الاتصالات اللبنانية.
ولم تتضح هوية الجهة التي قامت بإرسال تلك الرسائل، إذ إن الأجهزة الكاشفة للأرقام في هواتف المواطنين عجزت عن تحديد المصدر، في تطور جاء غداة إتمام عملية تبادل الأسرى والجثث بين حزب الله وإسرائيل الأربعاء.
ووفقاً للبنانيين تحدثوا ، فإن الرسالة تبدأ بمجرد الإجابة على الهاتف، حيث يُسمع صوت خشن لرجل يقول (أيها الشعب اللبناني، لا تعطي الفرصة للارهاب مجددا، لا تعطوا الفرصة لحزب الله، لا تدع حزب الله يقوم بأي عمليات جديدة ضد إسرائيل لأننا سنرد عليه بقسوة، وشكرا.. دولة إسرائيل).
وتكتفي أجهزة كشف أرقام المتصلين بإظهار مجموعة من الأصفار، كما تنتهي المكالمة بمجرد انتهاء الرسالة.
وذكرت مصادر في وزارة الاتصالات اللبنانية أنها تلقت العديد من الاتصالات لأشخاص قالوا إنهم تسلموا الرسالة الصوتية، لكن المصادر تريثت في منح معلومات إضافية عن الجهة المتصلة، وما إذا كانت الرسائل بالفعل من إسرائيل.
كما رفضت المصادر التعليق على احتمال أن تؤشر الرسائل إلى اختراق لشبكة الهواتف الثابتة في لبنان، أو تحديد عدد المشتركين الذين تلقوا هذه الاتصالات لمعرفة حجم الظاهرة، مشيرة إلى أنها تدرس إصدار بيان رسمي لتوضيح القضية.
يذكر أن ملف شبكة الاتصالات الثابتة في لبنان واحتمال التجسس عليها واختراقها كان قد دفع حزب الله لمد شبكات خاصة به في عدد من المناطق، وقد اتخذت الحكومة مطلع مايو/أيار الماضي قراراً بقطع تلك الشبكة.
وقد فجّر القرار مواجهة مسلحة بين عناصر مؤيدة لحزب الله وأخرى مناصرة للحكومة، انتهت بسيطرة الحزب على عدد من أحياء بيروت.
يشار إلى أن هذه الرسائل تأتي بعد أقل من يوم على انتهاء عملية تبادل الأسرى والجثث بين حزب الله وإسرائيل، والتي شهدت استرجاع الأسير اللبناني سمير القنطار، وقد رأت الصحافة العربية، وقسم من الصحافة الإسرائيلية الأمر بمثابة صفعة لتل أبيب.
ويتولى جبران باسيل حالياً منصب وزير الاتصالات في الحكومة اللبنانية الجديدة، وهو ينتمي إلى التيار الوطني الحر بقيادة ميشال عون، والذي يعتبر الحليف المسيحي الرئيسي لحزب الله.