أفاد مصدر أمني أردني الخميس أن منفذ الاعتداء الذي ادى الاربعاء في وسط عمان الى جرح ستة اشخاص من جنسيات عربية هو اردني من اصل فلسطيني في الثامنة عشرة من عمره ليس لديه اي ارتباطات سياسية.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس ان منفذ الاعتداء ثائر عبد القادر الوحيدي هو اردني من اصل فلسطيني من مواليد عام 1990 ومن سكان مخيم البقعة (شمال عمان) اكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ال13 في المملكة.
واكد المصدر ان هذا الشاب ليس له اي ارتباطات سياسية وان سجله الجرمي يكاد يكون نظيفا الا انه تضمن حادثتي سرقة بسيطتين مشيرا الى ان دائرة المخابرات العامة تولت التحقيق لمعرفة اسباب ودوافع هذا الاعتداء.
وقال محمد الخطيب الناطق الاعلامي لمديرية الامن العام لوكالة فرانس برس ان منفذ الاعتداء في حالة موت دماغي بعدما اطلق النار على نفسه في الرأس.
وكان وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال ناصر جودة اكد عقب الاعتداء ان هذا حادث معزول والتحقيقات ما زالت جارية مشيرا الى ان الحادث فردي والشبهة جنائية.
وقال ان مطلق النار اطلق الرصاص على نفسه محاولا الانتحار اثناء محاولة رجال الامن القبض عليه موضحا انه اصيب بجروح خطيرة وانه يتلقى العلاج.
والجرحى هم اربعة موسيقيين لبنانيين والاردني سائق الحافلة التي كانوا يهمون بالصعود اليها عندما اطلق الوحيدي النار عليهم مساء الاربعاء في منطقة المدرج الروماني (وسط عمان) فاصابهم واصاب سائحة فلسطينية من عرب 48 كانت في الجوار.
وافادت مصادر طبية اردنية لوكالة فرانس برس الخميس ان المصابين الستة بحال جيدة وان اثنان منهما غادرا المستشفى دون اعطاء مزيد من التفاصيل.
والمصابون اللبنانيون الاربعة هم اعضاء في جوقة +الكسليك+ اللبنانية التي احيت أمسية موسيقية نظمها المعهد الوطني للموسيقى في المدرج الروماني تحت عنوان ليلة اوبرا تحت النجوم ضمن فعاليات مهرجان للاطفال العرب.
وكان اللبنانيون الاربعة وسائق الحافلة الاردني يهمون بالصعود الى الحافلة بعد الأمسية الموسيقية بينما كان الوحيدي يترصد لهم واطلق النار باتجاههم.
ووفقا لمصدر امني فان المصابة الفلسطينية كانت تمر بجوارهم في الشارع العام قرب محل للحلويات الشرقية عندما تلقت اصابة في قدمها اسفل الركبة.
وأكد الناطق الاعلامي لمديرية الامن العام والمصدر الأمني لوكالة فرانس برس ان التحقيقات ما زالت جارية في الحادث.
وقال احد اقرباء الوحيدي فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان ثائر شاب عاقل بصورة عامة ولم يعرف عنه العنف او ارتكابه جرائم من هذا النوع.
واضاف ان ثائر غير الملتحي والذي لا يبدو متشددا اسلاميا لم يكمل دراسته وكان يتردد على المسجد.
وأشار الى ان له اخوين واخت توفوا بالسرطان وله اخ واخت آخريين يصغرانه سنا وهما على قيد الحياة مضيفا ان والده يعمل سكرتيرا في مدرسة حكومية في عين الباشا (شمال عمان) قرب مخيم البقعة حيث يسكن.
وقال شهود عيان هاتفيا لوكالة فرانس برس ان مطلق النار اقترب من حافلة تنقل سياحا قرب المدرج الروماني قرابة الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي (0020 تغ) واطلق النار باتجاههم ما ادى الى جرح ستة منهم.
ونقل المصابون الذين اكدت السلطات الاردنية ان حياتهم ليست في خطر فجر الخميس الى مستشفى مدينة الحسين الطبية (غرب عمان).
وكانت قوات الامن الاردنية اغلقت منطقة الحادث وسط عمان فور وقوعه الا انها اعادت فتحها قبيل فجر الخميس.
ومنعت مستشفى البشير التي نقل اليها المصابون في البداية الصحافيين من التحدث الى الجرحى قبل ان يتم نقلهم الى مستشفى مدينة الحسين الطبية حسبما افاد مراسل فرانس برس الذي كان في الموقع.
ولا تندرج الامسية الموسيقية التي احيتها جوقة الكسليك ضمن فعاليات مهرجان الاردن الذي افتتح في التاسع من تموز/يوليو ويستمر حتى التاسع من آب/اغسطس والذي كان محور جدل ودعوات للمقاطعة.
فقد واجه المهرجان انتقادات بسبب معلومات بان شركة بوبليسيس الفرنسية التي شاركت في تنظيمه اشرفت على تنظيم احتفالات ذكرى مرور ستين عاما على قيام اسرائيل وهو ما نفته الشركة والحكومة الاردنية.
ومن ابرز المنتقدين النقابات المهنية وحزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسية للاخوان المسلمين في الاردن واللجنة التنفيذية العليا لمقاومة التطبيع مع اسرائيل.
وهو الاعتداء الرابع منذ عامين الذي يستهدف سياحا في الاردن. وكان آخر الاعتداءات اقدام اردني على طعن سائح الماني في عمان في آذار/مارس الماضي.
وفي ايلول/سبتمبر 2006 اطلق اردني من اصل فلسطيني النار على سياح غربيين في منطقة المدرج الروماني وسط عمان ما ادى الى مقتل بريطاني وجرح ستة اشخاص اخرين.