البرادعي يدعو لعدم استثناء الهند وباكستان وإسرائيل
04.08.08 11:11
أشاد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بتوصل مجلس المحافظين إلى حل توافقي أشاد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بتوصل مجلس المحافظين إلى حل توافقي مكنّه وبالإجماع من تبنّي مشروع الاتفاقية الخاصة بتطبيق ضمانات الوكالة على المرافق والمنشآت النووية المخصصة للأغراض السلمية والمدنية في الهند، وأعرب عن أمله بأن تشكل الاتفاقية خطوة مهمة تبادر بقية الدول التي تملك قدرات نووية إلى الاقتداء بها، باعتبارها نقلة نوعية نحو إخلاء العالم من خطر الأسلحة النووية
وأكد البرادعي خلال مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء اجتماع مجلس المحافظين أن "الاتفاقية الجديدة لن تكون لمصلحة الهند والوكالة الذرية فحسب، بل لمصلحة العالم أجمع، وخصوصاً لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وبما يخدم العمل الجماعي العالمي الذي يهدف إلى إزالة كافة المخاطر والتهديدات التي تشكلها ترسانات الأسلحة والرؤوس النووية البالغ عددها أكثر من 25 ألف رأس نووي منتشرة" حول العالم
ورأى البرادعي أن الاتفاقية الجديدة ستقرّب الهند من النقاش الجاري لتحقيق الحظر الشامل للأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل. وشدّد على القول" لقد أكدت مراراً أنه إذا أردنا التقدم الأمام وإحراز التقدم المنشود نحو عالمٍ خالٍ من مخاطر وتهديدات الأسلحة النووية، فينبغي علينا أن نعمل بصدق وإخلاص من أجل تعميم وتكريس نظام منع الانتشار، والمبادرة إلى تخفيض الترسانات النووية". وأعرب عن اعتقاده أن الحوار من أجل تحقيق الهدف الأساسي من منع الانتشار ينبغي أن يكون عالمياً، وبدون أن يستثني كلاً من الهند وباكستان وإسرائيل، وهي الدول التي لم تنضم حتى الآن إلى معاهدة منع انتشر الاسلحة النووية
وأشار البرادعي إلى "أهمية عزم الهند على تحديث وتطوير قوانينها لتنسجم مع المعايير التي تعتمدها مجموعة الدول المصدرة للتكنولوجيا النووية الـ 45، وقال إن "أحد أهم الأهداف السامية هو مواصلة العمل الجماعي من أجل تكريس استخدام الطاقة الذرية للاغراض السلمية والتنموية، والتأكد من عدم تحريفها لأغراض تسلح عسكري". كما أكد على "ضرورة منع وقوع المواد النووية أو القنابل القذرة بأيدي المجموعات الإرهابية، وبالتالي فتح الباب أمام الهند من أجل استيراد احتياجاتها من المواد والتكنولوجيا النووية بما فيها الوقود النووي، واستخدام الطاقة الذرية في توليد الطاقة" الكهربائية
واشار البرادعي إلى أن الهند تواجه الكثير من المشاكل والتحديات، ولا سيما بعدما أصبح عدد سكانها أكثر من 1.1 مليار نسمة، وهي تعتمد بشكل رئيسي على الطاقة الكهربائية ورأى أنها ستصبح ثالث أكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم خلال الفترة ما بين 2020 و2030، وهي تخطط الآن لزيادة مصادر الطاقة. كما قال البرادعي "ينبغي علينا أن لا ننسى أن الهند تواجه كذلك مشكلة الفقر، وأضاف محذرا "بدون الطاقة والتنمية والأمن فسنواجه كماً هائلاً من المشاكل والتحديات والمخاطر". مشيراً إلى أنه يتطلع إلى مواصلة العمل مع الهند من أجل تطبيق اتفاقية الضمانات الجديدة مع الهند اعتباراً من مطلع العام القادم
ورفض البرادعي الردّ بالتفصيل على سؤال حول آخر تطورات البرنامج النووي الإيراني، ولكنه أشار إلى أن "اليوم هو يوم الهند، والباب مفتوح أمام باكستان للحذو حذو الهند، والمسألة الإيرانية سيتم مناقشتها خلال الاجتماع العادي لمجلس المحافظين، والمقرر في شهر أيلول/سبتمبر المقبل، أي قبل أسبوع من موعد المؤتمر العام". وخلص البرادعي إلى القول "كما تعلمون، ان إيران ملتزمة باستخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية، ولكن ينبغي أن تأخذ أهمية بناء معايير الثقة بعين الاعتبار"
هذا، ويرى المراقبون هنا أن الاتفاق الجديد بين الوكالة الذري والهند سيفتح سوق المواد والتكنولوجيا النووية المخصصة للاستخدام السلمي
وما تزال عدة دول ومنظمات ترى أن الاتفاق مثير للجدل، لأن الهند شأنها شأن جارتها باكستان أجرت سلسلة تجارب نووية خلال الأعوام العشرة الماضية، ولم ينضم أي من البلدين إلى معاهدة حظر الانتشار النووي
. من والى........... عرفات الخطيب