ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج أصبحت ملموسة في الساحل السوري وكذلك وجود أعداد كبيرة من الفتيات ممن تجاوزن سن الثلاثين دون ارتباط, ما يستدعي وقفة لمعرفة الأسباب المؤدية خلف هذه الظواهر التي أصبحت ملحوظة خصوصا في العشر سنوات الأخيرة.
ماهر وعامر وأيهم ورائد شبان من محافظة اللاذقية قرروا العزوف عن الزواج لمجموعة من الأسباب والاهم هو ارتفاع المهور إلى أرقام قياسية,يقول ماهر تقدمت إلى ثلاثة فتيات بعضهم من الأقرباء وبعضهم لا ولكن تفاجئت بالمهر الذي طلب ووصل إلى ثلاثمائة ألف ومرة إلى نصف مليون وكنا نعتقد أن هذه الأرقام وحسبما نسمع تطلب في منطقة الجزيرة فقط ولكن العدوى وصلت إلينا,ويدعم عامر أقواله بأن المهر مشكلة أولى يتبعها في الساحل السوري الحفلة والتي لابد أن تتم في مقصف وفرقة ومطرب وهذا يضيف اقل مايمكن مبلغ \200\ألف و(النقطة وهي العادة المتبعة في الأعراس بالساحل السوري) التي تعطى في الأعراس ولكنها لاتكفي لتغطية نفقات الحفلة والفرقة .
أما أيهم فيؤكد انه لم يطلب ولن يطلب لأنه يشاهد مايحصل أمامه من المهر إلى الحفلة إلى تأمين المنزل بالشراء وهذا أصبح مستحيل أو الإيجار الذي وصل إلى أرقام مرتفعة ناهيك عن الطلبات الأخرى وعبر أيهم بجملة (أن العريس لم يعد مطلوب منه إلا أن يدفع فقط).
رائد يقول انه بلغ من العمر سبعة وثلاثون عاما ولم يستطع تكوين أسرة فغلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج ومطالب أهل الفتيات التي لا تقف عند حد معقول تقف حائلا, كذلك ارتفاع أسعار الأثاث والأدوات المنزلية وأجور المساكن كل ذلك في ظل محدودية الدخل وتدني الرواتب ما يدفع إلى العزوف عن الزواج تماما.
إحدى الفتيات رفضت ذكر اسمها تجاوز عمرها خمسة وثلاثين عاما دون ارتباط قالت أن الشروط التعجيزية التي يفرضها أهالي الفتيات أدت في اغلب الأحيان إلى عزوف الشباب عن الزواج أو قيامهم بالزواج من فتيات من محافظات أخرى.
وأضافت أن إصرار بعض الأهالي وبعض الفتيات على أن تكمل الفتاة تعليمها الجامعي قبل الارتباط يؤدي إلى تأخر سن الزواج لدى هذه الفئة من الفتيات.
الباحثة الاجتماعية آمال أكدت "لشام برس" أن العادات والتقاليد في مجتمعنا تلحظ موضوع المهر ولكن على مايبدو أن الوضع الاقتصادي أصبح ينعكس على موضوع الزواج وأصبح الموضوع مبالغا فيه بشكل كبير ونرى بوادر هذه الظاهرة تنتشر بشكل كبير في الساحل السوري في ظل محدودية الحالة الاقتصادية للشباب ماأدى إلى عزوف كثير منهم عن موضوع الزواج .
والأمثلة كثيرة في الساحل السوري الذي ترتفع فيها نسبة المتعلمين والعاطلين عن العمل والعانسين مقارنة بمناطق سورية الأخرى. ولا يخفف من وطأة ذلك كثيراً توجه قسم متزايد من الشباب إلى الزواج من البنت الموظفة من دون إعطاء المظهر الأولوية.