التقينا معاً في موسم الحزن
.......كنت
اسكن في قصر
جدرانه من الزجاج المحجر
لمحتك من خلاله
كظلال ملون جميل يبهر
القيت عليِ التحية
وسألتني
هل تفكرين بما افكر؟
وقلت لي
تعالي لنرقص على لحن
نظمته على اوتار عودي
نتبادل ونتلذذ
من حبات السكر
كانت حروفك مغمزة بالشهد
معطرة بالعنبر
دعوتني لتكسير قيودي
دعوتني لان اتحرر
من عالمي
كنت فيه راضية
قلت لي افهم كل اللغات
وافسر الكلمات
فلم عجزت عن تفسير لغتي؟
فإن عالمي ابسط مما تتصور
جعلتك فيه اميراً
تتربع على العرش
وتسقى من كؤوس
نبيذه معتق أحمر
خمرتها لأجلك
من عشرات السنين واكثر
حينها كنت اهديك في كل موسم
زجاجات مسكٍ ومنها تتعطر
اطعمتك بيدي وكانك طفل صغير
ينمو على الدلال ويكبر
وجعلت طلباتك من بين
مقدساتي
وكنت بها تتأمر
فيك احببت كل شئ
غضضت الطرف عن هفواتك
وكنت اقول في نفسي
لايهمني فأنه مثل غيره
وممكن ان حبي له
يدعوه لأن يتغير
وقبل ارتكابك الخطأ
كنت تفكر في المبرر
تلجأ الى اسهل الطرق
تتهرب من افعالك
وتتوارى عن النظر
افترشت لك ربيعي
زنابق و عشب اخضر
تركتني وحيدة
اتصارع واحلامي
والحلم يطول ويكبر
وعرفت بعد فوات الأوان
ان الحانك كانت شيطانية تسحر
عودك اجوف مكسر
قاموسك يخلط الحروف
والكلمات ولا يفسر
لم يخطر ببالي الهروب ولو بوقت مبكرلأني لا أعرف حينذاك أن أفكر وفاء ياسين