arafat Admin
عدد الرسائل : 3614 العمر : 66 الموقع : التيار العربي التقدمي عرفات الخطيب تاريخ التسجيل : 20/06/2008
| موضوع: الشاعرة ...وفاء عبد الرزاق الأربعاء أغسطس 27, 2008 2:28 pm | |
| رصاصة ٌ في مربد البصرة برعمٌ يتعرى للريح . له رغبة الضوء ا لساطع، حينما تأتيك القصيدة بكراً وأنت البرعم ذاته، تحلم أن تقتادك إلى منصّة القراءة، لكني بقيت في دائرة التخيـّل أحمل معي أشعاري كمن يتمسكُ بحبل . هل حدث أن لمستم حنيناً بحبل؟ أنا عشتُ الحبل وداعبتُ أطرافه خاصة الطرف الذي يوصلني إلى البئر. ليس نادراً أن أكتب شعراً عن بئر أو عن ماء يغذي الطفيليات العالقة بين حوافه ، الاغتراب هو الحبل والبئر والطفيليات ، هكذا مرت ثمانية وثلاثين اغتراباً ومازال البرعم يتعرى للريح، بينما ( شط عرب) واحد في البصرة يطلق صرخاته لعسر الأحجار و يسر الماء وغنج التراب ، كم حلمت أن أكون أنا الصرخة، أن أمد أنفاسي إلى جذور نخيله. لماذا يفزعني الحلم ؟ تفزعني القصيدة، وتفزعني أسئلة الفواخت ؟ لماذا فعلا؟ أهو عقاب لي؟ لنا جميعا ؟ ، نحن الذين أسرجنا رفضنا منذ وعد وعيوننا لا تحطّ إلا على امتدادها الكامل . هل العتمة نقيـّة أم النقاء أصبح عتمة؟ لماذا عليّ ألاّ أقرأ قصيدتي منذ أن غطتني الحراشف بلحافها اللزجَ وتركت قلبي الودود يتعرى للريح ؟ ليتها تدري بأني العراقية التي لا يتقوّس ظهرها، فمنذ ثمانية وثلاثين وجعا التهمني وحشه وأنا أجمع حلمي الطفل أرصفة قصيدة يرتفع صداها في مربد البصرة. رقم مهول أليس كذلك( 38 ) ؟ كيف ، أين؟ لماذا تفزعني الأسئلة؟ لماذا تتشابه الأزمنة؟ ألأنها تفتح أذرعتها لمن ينحني ويساوم؟ حلميَ بسيط يا أخوتي ، هل هذا كثيرٌ عليّ؟ زمان ... وقت أن كانت كوبونات للنفط ابتكروا( كوبونات ) الثقافة أيضا وسماسرتها توزع حصص المداحين ، وكوني أعيش في دولة الامارات سابقا فلست المعنية طبعا بوسام التدليل، وذيول السماسرة لا تروق لهم مشاركتي وهذا وسام لي كرموني به دون علم منهم . حين قستُ دوران السنة بأيامها وأحصيتُ ساعاتها ودقائقها وضربت الناتج في ثمانية وثلاثين ، الناتج مهول مخيف حقاً . ترى هل تضحيتي بهذا الرقم من حياتي يستحق رصاصة ستطلق علي وأنا اقرأ قصيدتي في مهرجان المربد القادم ؟دُعيت السنة الفائتة ودعوة جديدة جاءتني عبر الهاتف من ابني وصديقي ( عدي الهاجري) يتساءل: ماذا أرد على الجماعة في الاتحاد؟ طبعا يقصد اتحاد الأدباء في البصرة ، ماذا عساكم ستردون عليه؟ ساترك المساحة لكم، لكني أعلمكم بأني سافرة ولن أتخلى عن زينتي ومكياجي ,اذكركم أني منذ نعومة أظفاري كنت أرى أمي تضع ( الديرم) على شفتيها وتصبغ عينيها بالكحل العربي وتتعطر بعطر ( أبو العصفورين) ربما أحدكم يتذكره . أنا سالت عدي كونه يعتبرني أمه : هل تقبل أن يضيع عمر أمك برصاصة؟ صمتَ وقال امهليني يومين .يومان لماذا ياعدي؟ هل لتتأكد باني لن أذبح كما ذبحن بصريات قبل فترة ليست بعيدة عن ذاكرتنا؟ هل ستتأكد من طريقة قتلي وأنا أقرأ عشقا بالوطن وأتغزل به كحبيب على المنصة؟ ترى هل سيصنفونني مع من وضعوا الصمغ القوي في أنوفهن وربطوهن واللاصق على أفواههن ورفرفن اختناقا؟ ولدي عدي .. أخبرك أن سماسرة (كوبونات الثقافة) ، ومن باعوا بي وبك مازالوا يتمتعون بحريتهم المطلقة في الصحف العربية ويترأسون تحرير ثقافتها ويبتسمون .من يدري ربما يبتسمون على بلاهتنا نحن الذين صدقنا بأن الوطن مزهرية وأننا داخلها ذلك البرعم الطري الذي يتعرى عشقا للوطن وليس للريح . وفاء عبد الرزاق | |
|