جوازُكَ العراقيّ تهمة
كي تقتل نفسكَ بمطارات الآخرين، قل: أنا عراقي.
في هذه الحالة ستكون أنت المغضوب عليه بلا شك ، تترصدك العيون أينما وكيفما اتجهت.
لكن..... نقطة الوصول ، أن تنتهي إليك، وبهدوء تشعل ضوءكَ وتبصق على رعونة المطارات. لا بأس إن استرحتَ قليلا وجلستَ على حقيبتكَ فقط قل في ذاتك: تصرّفٌ مُقرف.
وتساءل للمرة الألف: ما علاقتي بأوسمة الحكام؟ واختلاف الأنظمة؟
أنت شاعرٌ يعني نافذة، أنت كاتب يعني باب. راقب زجاج المطارات هل يعكس وجهك؟ صدقني لن تجد سوى وجهك العراقي الذي سيقول لك أنا بجانبك صباح مساء فلا تزعل ، وكي تجد نفسك قل: أنا عراقي ، وكاتب لا يخضع لحروف الجر، ضع بين قوسين( شاعر ، كاتب ، فنان، طائر ) ماذا ستجد ؟ سماءً أليس كذلك؟ وستجد العيون العراقية عيون ماء تعرج إلى الضفاف ، إلى ركن فيه ماء أو قلب فيه ماء، أو وجه فيه ماء.
أحبائي أسياد المطارات ، نحن نبحث عن وجه فيه ماء فهل تبحثون معنا لعل قطرة ما ، قطرة غير مليئة بالسموم تحتفل بالإنسان.
أسايد المطارات وأسياد الثقافة لاتكونوا كالسيدة التي جعلني سؤالها أشعر بالقرَف والخزي ( هل بينكم شيعة ؟ ) ماذا سارد عليها وهي لا تدري أن للصابئة أسماء شيعية ، وأن الشيعة تحتفل بأعياد المسيحيين ، وأن المسيحيين يصنعون معنا ( كليجة العيد ) ويقدمون النذور للأئمة الشيعية تبركاً .
أخبركم أني توجهت لتلك السيدة المسؤولة عن جهة ثقافية في بلد عربي ولأعطيه حرف ( م ) من باب أن الميم حرف عربي ، أن نقيم مهرجان العنقاء في بلدها كونه يكرم المبدعين في بلدانهم وهذه خصوصية له ، أي المهرجان، تثمينا لمنجزهم الإبداعي. صديقتي لا تدري بأني بحثت بين أوراقي بصفتي مسؤولة المتابعات الخارجية للمهرجان ، لعلّي أجد بين أسماء الهيئة الادارية مَن ليس اسمه ( علي أو كاظم ) ، وأني اخترت ( عمر ، ومحمد ) والثالت تركت له حرية اختيار اسمه، لأن في مسيرتنا قاض غير عادل ، قاض لا يعرف أن ( س، أ، م ، ب، ظ ، ض) حروف عربية ، وسيأخذ قراره بالرفض ويوعز لمطاراته أن توزّع عيون الريبة وتدججها بالشك كون أعضاء الهيئة كتاب جاءوا من أرض العراق .
فعلا يوجعني نبضي وأنا أفتش بين قمصان أخوتي عن حروف ليس لها سلالة الأمكنة . فأي قاض أنت أيها الجفاف الصحراوي؟ اطمئنوا ، لمياهنا البيضاء أمكنتها أيضا وليس للصخور حنجرة.
أعلمكِ سيدتي الفاضلة أن الحروف التي ذكرتـُهـا فتحت أبوابها لقاتلي الثقافة العراقية ، هي لا تخشى من سمومهم فقد أعطتهم ساحاتها كي لا يكتبوا عنا ، نحن الذين تسممنا ولم ننزع هويتنا الثقافية العراقية ولم ننزع جلودنا كوننا لسنا بافاع ٍ، بل تركتهم يكتبون عن الزيف الاخلاقي الذي يتسسل إلى الإبداع ويأخذ سِمته ، ذلك كون الزيف عُملة هذا العصر.
ليس السؤال أن نقيم المهرجان في الخليج أو سورية أو مصر أوالمغرب أو أو أو ، بل السؤال : هل الجغرافية ضد اللغة؟
هل الصفعة ضد البياض؟
هل ممارسة الصمت جميلة؟
نعم ، ممارسة الصمت جميلة والإحساس باللامعنى سيخرب العقول .
دعوني أحاسب ( مدرس التاريخ، مدرس الجغرافية، مدرس اللغة، ومدرس الدين ) لأنهم كذبوا علينا أشبوعنا وهماً، وأسال مدرس الحساب : هل حسبها جيدا؟
ملاحظة هامة:
حين كرمنا الكاتب الصيني( لين يوتانج) بوسام العنقاء الخالد، أرسل لنا وزير الثقافة الصينية رسالة يدعونا فيها لإقامة مهرجان العنقاء في بلده ، رسالة حافلة بالعرفان كوننا كرمنا مبدعاً صينياً.
غريب أمر هذا الوزير ، لم أجد في رسالته أية استفسارات عن أسماء الوفد الذي سيتوجه للصين ، فعلا غريب أمر ثقافات العالم التي تؤمن بلإبداع والإنسان.
وفاء عبد الرزاق