arafat Admin
عدد الرسائل : 3614 العمر : 66 الموقع : التيار العربي التقدمي عرفات الخطيب تاريخ التسجيل : 20/06/2008
| موضوع: الشاعرة ...وفاء عبد الرزاق الأربعاء أغسطس 27, 2008 2:22 pm | |
| إحدى عشرة َجبهة ً ترامت أطرافـُها لرُقاد الجائعين ولكواكب َ صغار تجمّعتْ حولها وحلبت عَرقاً يتيما ً هي أوّلُ احتراق ٍ وآخرُ الكرْم لا مياهَ إلاّ زرقتها ولبنا ً من شجر هي أخضرٌ طاردته الشتاءات وأبيضٌ صلاّه المغيب لا جدارَ سواها ولا مطرَ إلاّ سقفا ً حزينا ً تهبط ُعليها ليلاً بقشّةٍ أتلفها عصفور بحريق ٍ شبّ بسريّة ٍ وتآكلَ ببحرين نجلاوين ونسيان ٍ عميق
باكراً تنهض لضحىً وحشيّ تركلُ الهوّة َ الأولى تشقّ صيفها بلوز نجلاوين وتمنح ُ صفة النهر لصوتٍ غرّبه السيفُ سمراءُ الألم مكشوفة ُ القلب ِ تركلُ الهوّة َ العاشرة وتصرخُ طالبة ً خارطة ً رسمت نهريها ضفيرتان هما من جبالِ الحدادِ الألِق ِ ومن وعاءٍ لا يضيقُ إلاّ للجرح يزمّ شفتيه كقبُلة ٍ من وجع تركلُ جثامينَ بؤسها وتصرخُ طالبة ً خارطة ً ليس فيها موطن ٌ من خشب فيها الرهيفُ من نسيم ٍ يحنو لرقصة الياسمين وإحدى عشرة َ جبهة ً لم تبدّل رؤوسَها تصرخُ من سكونها بعهد ٍ ندف َ مقلتيها واختنق مَن لهذا الكرز الذي تحلـّل واختمر ؟ مَن ليديها البرعمين ؟ وخصرها الذي نام عليه عصفوران أهكذا تنام العصافير ؟ إذ عوّدها الوداع ُ أن تغنـّي لنساء ٍ شوّشهنّ الوهنُ وأصبحن َ كائنات ٍ أُخر لسنَ خشخاشات لسنَ أبوابا ً تجرّدت من ضلفاتها كائناتٌ توّحدنَ بهنّ وعُدْنَ مدينة ً غيرَ قابلةٍ للتجزّؤ زنابقٌ على ظهر حمامات أجنحة ٌ تقبّلها الأرضُ وتنهمرُ دموعُ السماء لأجلها إنهنّ حنطة الروح جنونُ عنبرٍ وفارسُ ربيع بجموح القلبِ يقتحمنَ الحياة غـُرّة ٌ بغرّةٍ التحمت هشّمت هواتفَ مثقلة ً بالطمْي وباقاتِ زهورٍ تشوّكت إحدى عشرة َ جبهة ً طلت الأبوابَ بمائها وبريعانِ الماءِ حرقت السكون .
الفمُ الكرزي ألأخضرُ العتيقُ لا يعرفُ الوداع إنـّه الخارطة ُ التي لا يرتعدُ جسدُها إلاّ لأبواب بلون الماء ولجمرة ٍ تُعنونُ رقمَ الدار .
وفاء عبد الرزاق | |
|